كشفت مرسيدس-بنز مؤخرًا عن تقنيات مبتكرة قد تُستخدم في سيارات المستقبل، ومن أبرز هذه التقنيات تطوير طلاء يعمل كمولد للطاقة الشمسية. بخلاف الألواح الشمسية التقليدية المستخدمة في سيارات مثل تويوتا بريوس برايم أو هيونداي أيونيك 5، تعمل مرسيدس على "وحدات شمسية" فائقة الصغر يمكن تطبيقها كطبقة رقيقة للغاية بسمك لا يتجاوز 5 ميكرومتر، أي أرق من شعرة الإنسان أو حتى خلية الدم الحمراء.
تتميز هذه الوحدات بخفة وزنها واستدامتها، إذ تزن الطبقة حوالي 50 جرامًا فقط، وعند تغطية سطح سيارة SUV متوسطة الحجم بمساحة 11 متر مربع، تضيف الطبقة وزنًا إضافيًا قدره 0.54 كجم فقط. كما تُصنع هذه الوحدات من مواد مستدامة لا تعتمد على الأتربة النادرة أو السيليكون، ما يجعلها قابلة لإعادة التدوير بسهولة.
تبلغ كفاءة هذه الوحدات 20%، وتستطيع عند تغطية سيارة SUV توفير طاقة تكفي لقيادة مسافة تصل إلى 12,000 كيلومتر سنويًا، أي نحو 32.8 كيلومتر يوميًا. بالمقارنة، تضيف الألواح الشمسية في سيارة تويوتا بريوس برايم حوالي 3 أميال فقط يوميًا.
رغم ذلك، توجد تحديات تواجه هذه التقنية. تعترف مرسيدس بأن كفاءة توليد الطاقة تتأثر بعوامل مثل الظل وشدة أشعة الشمس والموقع الجغرافي. كما لم تُحدد الشركة بشكل دقيق ناتج الطاقة أو توضيح ما إذا كانت المساحة المقدرة للوحدات الشمسية تشير إلى سطح مسطح أو تصميم سيارة فعلية.
بالرغم من التحذيرات، تُعد هذه التقنية خطوة واعدة في مجال الطاقة المتجددة، خاصةً في المناطق النائية حيث تكون خيارات الشحن محدودة. إذا نجحت مرسيدس في تطوير هذا الابتكار، فقد يشكل إضافة هامة لعالم السيارات الكهربائية، رغم أن الوصول إلى سيارة تعمل بالطاقة الشمسية فقط لا يزال بعيد المنال.