أعلنت شركات صناعة السيارات اليابانية هوندا، نيسان، وميتسوبيشي يوم الخميس عن إنهاء محادثاتها المتعلقة بتكامل الأعمال، مؤكدة بذلك فشل خطط الاندماج بين هذه الشركات.
ووفقًا لما نقلته صحيفة "نيويورك بوست"، جاء في بيان مشترك صادر عن الشركات الثلاث أنها قررت إنهاء الاتفاق الذي كان يهدف إلى بحث سبل التعاون وإعادة هيكلة العلاقات فيما بينها.
تفاصيل الاندماج الملغى
في 23 ديسمبر 2024، وقّعت هوندا ونيسان مذكرة تفاهم لاستكشاف إمكانية الاندماج، حيث كانت الخطة تقضي بتأسيس شركة قابضة جديدة تضم الشركتين، على أن تبدأ أعمالها بحلول عام 2026.
إلا أن مصادر مطلعة أشارت، بعد فترة وجيزة من توقيع الاتفاقية، إلى أن الصفقة تواجه عراقيل كبيرة، مما جعل فشلها مسألة وقت لا أكثر. والآن، أصبح القرار رسميًا: تم إلغاء الاندماج بالكامل.
أسباب الفشل
أصدرت هوندا ونيسان بيانًا مشتركًا أكّد انتهاء المحادثات، مشيرة إلى أن المناقشات تضمنت تحليل عدة خيارات، كان من بينها اقتراح تحويل نيسان إلى شركة تابعة لهوندا بدلاً من إنشاء شركة قابضة مشتركة.
وجاء في البيان أن هوندا اقترحت تعديل الهيكل المخطط له من تأسيس شركة قابضة مشتركة، حيث تكون لها السيطرة على تعيين معظم المديرين والرئيس التنفيذي عبر تبادل الأسهم، إلى هيكل جديد تصبح فيه هوندا الشركة الأم، بينما تكون نيسان شركة تابعة لها.
كما تم إلغاء مذكرة التفاهم المنفصلة التي وقّعتها هوندا ونيسان وميتسوبيشي في نفس التاريخ، والتي كانت تحدد كيفية مشاركة ميتسوبيشي في الاندماج. رغم ذلك، لا تزال الشركات الثلاث ترغب في التعاون فيما يخص تطوير المركبات الكهربائية، لكن فكرة الاندماج باتت مستبعدة تمامًا.
خلافات جوهرية بين الأطراف
أثناء سير المفاوضات، برزت خلافات كبيرة بين الأطراف المعنية، من بينها:
مستقبل نيسان بعد انهيار الصفقة
تشير التقارير إلى أن نيسان لا تزال تبحث عن شريك استراتيجي، مع استمرار اهتمام شركة فوكسكون التايوانية بالتعاون معها، لكن دون نية للاستحواذ الكامل عليها.
في الوقت ذاته، تمضي نيسان قدمًا في تنفيذ خطتها لإعادة الهيكلة، والتي تم الإعلان عنها في نوفمبر الماضي، وتشمل:
يمثل فشل اندماج هوندا، نيسان وميتسوبيشي فرصة ضائعة لإعادة تشكيل قطاع السيارات الياباني، لكنه يعكس أيضًا مدى تعقيد المفاوضات بين الشركات الكبرى. ورغم إلغاء الاتفاق، يبقى التعاون في مجال السيارات الكهربائية خيارًا مطروحًا، بينما تستمر كل شركة في البحث عن استراتيجياتها الخاصة لمواجهة المستقبل.