يجمع الخبراء أنه كلما طالت مدة رحلة الطيران، زاد الخطر على صحة الركاب، حيث من الممكن أن يتعرضوا لجفاف الحلق والأنف والجلد. لكن كيف تتعامل شركات الطيران مع هذا الأمر، وكيف يتم الاحتفاظ بالرطوبة داخل الطائرات لمدد كبيرة؟ هذا ما أجاب عنه علا إتش أوشجفيلدت مدير العمليات التجارية بشركة سي تي تي للأنظمة، في حوار مطول مع أريبيان بزنس.
أوشجفيلدت أرجع أسباب أمراض الطائرات إلى انخفاض مستويات الرطوبة في مقصورة الطائرة، مقارنة بالوضع الطبيعي على الأرض، وهذا في الغالب لأن الكثير من الهواء المنتشر عبر المقصورة يتم سحبه من الخارج، ولا يوجد الكثير من الرطوبة في الهواء على ارتفاعات عالية ويزيد خطر الجفاف بسبب عدم شرب كمية كافية من الماء، أو شرب الكثير من الكحول، لذا ينصح بشرب المياه قبل السفر وأثناء الرحلة.
وأضاف أوشجفيلدت: “تؤدي الرحلات الطويلة أيضا إلى مشاكل في الأمعاء والضغط على طبلة الأذن والصداع بسبب تمدد الهواء المحبوس في الجيوب الأنفية”. وتحدث أوشجفيلدت عن شركتين من السويد قامتا بتطوير أجهزة ترطيب لصناعة الطائرات، وحققتا نجاحا كبيرا مع طائرة بوينج 787 دريملاينر وكذلك مع إيرباص A 380، واليوم تقوم الشركتان بشكل أساسي بتوريد الأجهزة لجميع طائرات المسافات الطويلة ذات الجسم العريض لشركة إيرباص وبوينج”. وأجهزة الترطيب باختصار تضبط الرطوبة عند حوالي 22٪ لتكون مناسبة للركاب عن طريق استخدام مياه الطائرة، حيث تحمل الطائرات 5060 لترا للطيران، ويتم استهلاك 200 لتر فقط، بحسب أوشجفيلدت. وتوقع العمل بهذا النظام من قبل اتحاد النقل الجوي الدولي في المستقبل، في غضون 10 سنوات، خاصة في الشتاء، وليس في الصيف. وأكد أن الصين والسويد لديهما الأجهزة عبر الطائرات، وكانت شركة إيروفلوت أول من تبنى المشروع.
ويرى أوشجفيلدت أن الأجسام المركبة لأحدث جيل من الطائرات أقل عرضة للتآكل من تفاعل الماء مع المعدن. وعلى هذا النحو، فإن الطائرات مثل إيرباص إيه 350 وبوينج 787 وبوينج 777 إكس المستقبلية متوافقة مع أجهزة الترطيب الموجودة على متن الطائرة، سواء في مناطق الطاقم أو المقصورة بأكملها. وتعمل هذه التقنيات على زيادة الرطوبة من 3-8 ٪ إلى 22 ٪ وتقليل الملوثات في الهواء الذي نتنفسه أثناء الرحلة. يذكر أن الظروف الجوية الداخلية للطائرات كان موضوعا ساخنا في قمة ابتكار مقصورة الطائرات مؤخراً التي استضافتها إيرباص وريدكابين في حرم هامبورغ فينكنويردر الجامعي، وألقى أوشجفيلدت خطابا إعلاميا بعنوان “هواء المقصورة الذي نتنفسه: هل جودة الهواء مهمة؟”.